الأقصى

مرت ليلة النصف من شعبان وجلست أفكر فى هذه الليلة التى تم فيها تغيير القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام وتذكرت ليلة الإسراء والمعراج وفكرت فى أن الإسراء كان من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ووجدت أن المعجزات الكبرى التى حدثت فى تاريخ الأمة الإسلامية حدثت من خلال المسجد الأقصى وشعرت أن هناك رباط بين المسجدين الحرام والأقصى وحزنت لما يحدث للمسجد الأقصى هذه الأيام ونظرت إلى حال المسلمين فى هذه الأيام وما أصابنا من وهن وضعف وتعجبت أننا لم نتعلم شيئاً فى مدرسة معلم الأمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعاد بى التفكير كيف كان يتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدت أننا لم نتعلم كيفية التصرف مع الأمم .
فى يوم قرر فيه الرسول أداء فريضة العمرة قبل فتح مكة وعندما ذهب لتأدية العمرة قبل فتح مكة وخرج هو وأصحابه دون حمل سلاح وعندما وصلوا إلى منطقة الحديبية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عثمان بن عفان ليبلغ أهل مكة بقدوم الرسول وأصحابه لأداء العمرة وأنهم غير مسلحين فرفض أهل مكة ذهاب الرسول لآداء العمرة فى هذا العام والعودة فى العام التالى وتم توقيع صلح الحديبية وأثناء عودة الرسول إلى المدينة نزلت عيه سورة الفتح وفيها قول الله تعالى " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لاتخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً"
ومع ذلك لم ينتظر الرسول حتى يتم فتح مكة وتطهر الكعبة من الأصنام والأوثان بل قام بأداء العمرة فى العام التالى وفى ظل وجود الأصنام فى وحول وأعلى الكعبة
وفى ليلة الإسراء أسرى بالرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بالرغم من وقوعة تحت أيدى الدولة الرومانية فى ذلك الوقت .
والمقصود من كل ماسبق أننا تركنا المسجد الأقصى فى أيدى الصهاينة وحرمنا زيارته على أنفسنا علماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على أنه "لاتشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجده صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى " وأوضح صلى الله عليه وسلم "أن الصلاة فى المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه "
ولكننا حرمنا زيارته والصلاة فيه على أنفسنا وهجرناه ثم وقفنا بعيداً نطلب من مغتصبيه الحفاظ عليه لحين قتالهم وإستعادته مرة أخرى كلام لايصدقه عقل !
وللقارىء أن يتخيل أننا كمسلمين عددنا يفوق المليار نسمة أى أكثر من ألف مليون إنسان وتخيل معى أننا أردنا زيارة الأقصى فكم نحتاج من الأيام فلو أردنا أن يزور الأقصى نصف مليون شخص يومياً فسوف نحتاج لألفى يوم أى أكثر من ست سنوات فهل يستطيع أحد فى هذه الحالة أن يهدمه أو يفكر فى هدمه .
وإن قال قائل أن الصهاينة لن يوافقوا على ذلك فأقول لهم هؤلاء قوم يحبون الدنيا ويحبون المال وانظر كم سيدر عليهم هذا الموضوع من دخل لإقتصادهم ونحافظ نحن على أقصانا بدلاً من البكاء والدعاء ونحن جالسون فى بلادنا دون أخذ خطوات عملية وأدعوا من هذا المكان كل من سبق له الحج والعمرة أن يكون إتجاهه فى المرة القادمة لزيارة المسجد الأقصى بدلآ من رفع الشعارات الجوفاء دون عمل وإلا سنكون قد أعنا هؤلاء الصهاينة على هدمه
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .