الدين حسن الخلق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدين المعاملة "
وقال " الدين حسن الخلق "
وقال "أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون "
وعندما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الرسول قالت " كان خلقه القرآن "
ويظن البعض أنه بكثرة العبادات مع سوء المعاملة مع الناس سوف يصل إلى رحمة الله وجنته ولايعلم هذا الشخص أن سوء المعاملة للغير تصل بالإنسان إلى غضب الله وسخطه وعذابه مهما كان حجم عباداته يوم القيامة واسمع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس قالوا المفلس منا من لادرهم له ولادينار قال المفلس من أمتى من أتى يوم القيامة بكثير صلاة وكثير زكاة وكثير حج وكثير صيام ولكنه سب هذا وضرب هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فرغت حسناته أخذ من سيئاتهم فوضع على سيئاته فأمر به فطرح فى النار " .
وقال صلى الله عليه وسلم " دخلت إمرأة النار فى هرة حبستها لاهى أطعمتها ولاتركتها تأكل من خشاش الأرض ودخلت مومسة الجنة فى كلب رأته يلهث فنزلت البئر فملأت خفها فسقته فشكر الله لها فغفر الله لها "
وقال " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" .
وقال "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب"
وقال " ليس منا من لم يوقركبيرنا ويعطف على صغيرنا ويرحم ضعيفنا "
وقال " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه "
والوقوع فى حق الناس يبدأ من الظن والغيبة وينتهى إلى الحسد والقتل .
والوقوع فى حق العباد لايكفره يوم القيامة إلا رد الحقوق إلى أصحابها فى الدنيا وإلا يوم القيامة ليس هناك إلا الحسنات والسيئات لتكفير الذنوب فى يوم يقول فيه المولى سبحانه وتعالى ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرء منهم يومئذ شأن يغيه)
ويقول ( يود المجرم لويفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤيه ومن فى الأرض جميعاً حتى ينجيه) صدق الله العظيم .
ويقول أمير الشعراء :
إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويقول صلى الله عليه وسلم " إنه أهلك فيمن كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .
والحل لعدم الوقوع فى حق الناس يقدمه لنا سيد الأنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحاديث التالية :
1- من حسن إسلام المرء تركه مايعنيه .
2- إتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن .
3- لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .
واعلم أن الإنشغال بكثرة الذكر لله سبحانه وتعالى والثقة فيما عند الله والزهد فيما فى يد الناس يبعدك عن الوقوع فى حق الناس .
والثقة فى أن الرزق فى الدنيا مقدر ومحسوب عند الله لايمكن أن يستطيع أحد أن ينقص منه أو يزيده لأن سبب الوقوع فى حق الناس هو التنافس على الدنيا والخوف من فوات الرزق.
وندعوا الله سبحانه وتعالى ونقول اللهم ارحمنا بترك المعاصى أبداً ماأبقيتنا وارحمنا بترك مالايعنينا وارزقنا حسن النظر فيما يرضيك عنا ووفقنا لما تحبه وترضاه واهدنا لأحسن الأخلاق لايهدى لأحسنها إلاأنت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها إلا أنت .