ويخلق مالا تعلمون

من يتفكر فى هذا الكون وإمتداده الذى لايعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى ومن لايكون قاصر النظر فيعتقد أن الدنيا أو الكون الذى نعيش فيه يقتصر على الأرض والسماء والشمس والقمر والنجوم والكواكب والإنس والجن وسائر المخلوقات التى نعلمها .
ومن يقرأ ويتنبه إلى حجم الأرض التى نعيش عليها ومقارنتها بما توصل إليه العلم من هذا الكون يرى أن هذه الأرض تمثل نقطة بالنسبة لبحر الكون الذى توصلنا إليه فما بالنا بما لم نتوصل إليه وكم يكون وكم يمتد .
وإذا كان الكون يمتد هكذا فيما توصل إليه علم البشر فهل يمكن أن تكون هناك مخلوقات غير التى نعلمها تعيش فى هذا الكون ولانعلم عنها شيئاً ولم لا فهل هذا الكون على إمتداده لايحيى فيه إلا من هم على هذا الكوكب فقط لو كان تفكيرنا هكذا فإنه تفكير قاصر فهل لم يخلق الله خلقاً آخر ليعبده فى هذا الكون إلا هذا القدرالنذير من المخلوقات ؟ كلا والله
وبالعودة إلى كتاب الله سبحانه وتعالى نجد أن المولى يقول : الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن :
فأين تكو ن هذه السبع أراضين وهل السبع ذكرت للحصر أم لتعظيم العدد وفى هذه الحالة لاتكون سبع فقد تكون سبعمائة أو سبعة آلاف أو أكثر من ذلك بكثير .
وفى هذا أيضاً يقول المولى سبحانه وتعالى( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ).
فهل هذه الأرض موجودة حالياً فى هذا الكون أم تخلق يوم القيامة وهل السماوات التى ستبدل موجودة فى هذا الكون الآن أم تخلق يوم القيامة .
وإذا عدنا مرة أخرى لكلام الله سبحانه عن يوم القيامة فنسمع قوله تعالى ( إذا الشمس كورت وإذا النجوم إنكدرت ) .
إذاً فشمسنا هذه ستزول وإذا عدنا لأحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نرى أنه يخبرنا عن أن الشمس ستدنو من الرؤس يوم القيامة .
إذاً فهناك شمس غير شمسنا وكواكب غير الأرض ومخلوقات غيرنا فى هذا الكون
غير التى نعلمها تحيا فى هذا الكون وتعبد الله سبحانه وتعالى وتبغى رضاه وقد تكون لها أنبياء ورسل وكتب وقد تكون أفضل منا ولاتعصى الله سبحانه .
وأن هذا الكون غير قاصر على مانعلمه من مخلوقات أخبرنا الله بها والدلائل على ذلك من القرآن قوله تعالى :
( ويخلق مالا تعلمون )
(ومايعلم جنود ربك إلاهو)
( لله ملك السموات والأرض يخلق مايشاء )
وهذه دلائل على وجود خلق لله لانعلمها ولم يخبرنا بها ربنا تقديراً لعقولنا التى لن تستوعب هذه المعلومات ونحن بنى البشر الذين كذبنا بمارأينا من حقائق وعجزت عقولنا عن تصديق الغيبيات التى أخبرنا بها فما بالنا إذا أخبرنا الله بباقى خلقه فى هذا الكون
أو قد يكون عدم الإعلام أننا لنا وظيفة مطلوبة منا فى هذا الكون وأراد الله أن نهتم بما خلقنا من أجله وهو عبادته سبحانه .
وإذا كان الكون أكبر منا وإذا كانت الأرض كنقطة ماء بالنسبة لبحر هذا الكون فما حجم الفرد منا فى نقطة المياه هذه وكيف نجرؤ على معصية ربنا ونحن بهذه الضآلة فمن نتحدى ومن نعصى وكيف نقدر ونقوى على معصية الله رب هذا الكون .
إن الله سبحانه حدد نظاماً لهذا الكون وهو أن الأرض تسير فى مدارها حول الشمس ألا نفكر لو أن الأرض خرجت عن مدارها واقتربت من الشمس فما يكون هذا الهول الذى يمكن أن نراه أو لو ابتعدت عن مدارها بعيداً عن الشمس فكم ستصل درجة البرودة على الأرض .
يارب ما أحلمك وما أعظمك وما أرحمك فكم نعصاك فتصبر علينا ونبادرك بالآثام فلاتعجل علينا
يارب ما أظلمنا وما أغبانا وماأجهلنا ولاحول لنا ولاقوة إلابك .